مصر تنمي الاستثمار في منطقة توشكي

وقد أنفقت الحكومة المصرية حوالي سبعة مليارات جنيه (مليار دولار أميركي) لتجهيز المنطقة وتحويلها إلى منطقة قابلة للاستثمار، كما يقول رضوان جميل المستشار الاقتصادي في وزارة الاستثمار.

ويضيف في حديث للشرفة "إن الحكومة اتخذت مؤخرا قرارات عدة في ما يتعلق بمنطقة توشكي لرفع نسبة المساحات المزروعة وزيادة الاستثمارات الداخلية عبر إيجاد مرافق صناعية في نفس المنطقة لتطوير مجال الصناعات الغذائية".

ويقول جميل إنه بالإضافة إلى استهداف الشركات التجارية الكبرى، فإن الحكومة تقوم بتوزيع الأراضي لصغار المزارعين لزيادة معدلات التوظيف في المنطقة.

ويلفت إلى أنه تم تخصيص مساحة 110 ألف فدان لتوزيعها على الشباب الخريجين وصغار المزارعين مع الأفضلية لأهالي محافظة أسوان.

ويضيف جميل أن "الحكومة طرحت 75 ألف فدان جديدة للاستثمار وذلك من خلال إنشاء شركة قابضة لجذب المستثمرين المصريين والعرب، وتجري التحضيرات لطرح أسهم الشركة في البورصة وهو الأمر الذي سيشجع الكثير من المستثمرين للمساهمة في المشروع".

وتجري حاليا مفاوضات مع شركات سعودية متخصصة بالصناعات الغذائية ومن المتوقع توفير 5000 فرصة عمل من خلالها على أقل تقدير، وفقا لجميل، كما إن إحدى الشركات الزراعية الإماراتية بدأت بالفعل المرحلة الأولى من عملها باستصلاح 30 ألف فدان من أصل 100 ألف فدان مخصصة لها.

وتقع منطقة توشكي جنوب أسوان على بعد 225 كيلومترا منها، وهي مخصصة بالكامل للزراعة ومرفق بها صوامع تخزين وثلاجات لحفظ المنتوجات ومصانع متخصصة بالغذاء الزراعي.

ويذكر أن 75 في المائة من المساحة تم تخصيصها لزراعة القمح والحبوب أما المساحة المتبقية فمخصصة للخضراوات والفاكهة، مثل العنب والكنتالوب والفاصوليا الخضراء، بالإضافة إلى الذرة والشعير والقمح والخرشوف والفراولة والاسبراجس والنخيل والبطيخ.

"وتمتاز المنطقة بالمناخ الدافئ والجاف، والمياه الجوفية الموجودة بوفرة فيها"، حسبما يوضح للشرفة المهندس الزراعي سعيد المرشدي.

ويضيف أن مشروع توشكي يهدف للوصول إلى زراعة مليون فدان، علما أن المساحات الحالية تصل إلى 600 ألف فدان تقريبا.

من جهته، يرى المهندس الزراعي فخري عطالله، مستشار الدراسات بوزارة الزراعة، أن الاتجاه نحو الاستفادة من منطقة توشكي سيكون له مردود اقتصادي قوي.

زراعة العنب مثلا لها مردود كبير في منطقة توشكي، بحسب المهندس الزراعي، "فالعنب المزروع بتوشكي مخصص بالكامل للتصدير نحو دول الاتحاد الأوروبي بسبب جودته المرتفعة والمطابقة للمواصفات الأوروبية والعالمية".

ويلفت عطالله إلى أن المنطقة وبسبب طبيعتها وتربتها المميزة قابلة للاستثمار في مجال زراعة نخيل البلح أيضا بالإضافة إلى النباتات العطرية والطبية "والتي من الممكن أن تشكل رافدا مهما من قطاع التصدير" على حد قوله.

ويضيف قائلا للشرفة "المنطقة شاسعة جدا وتستوعب العديد من المشاريع الزراعية والصناعية المرتبطة بها"، موضحا أن هذا الأمر سيؤدي إلى المساعدة في خلق فرص عمل وبالتالي سيساهم في القضاء على مشكلة البطالة.

وزيادة المساحات المزروعة من شأنها أن تساهم بدورها في القضاء على مشكلة التصحر،